الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا شك أن ما يفعله هذا الرجل من تضييع أولاده وعدم الاهتمام بأمورهم ومصالحهم وتربيتهم أمر منكر ومعصية ظاهرة وتضييع لوصية الله سبحانه الذي قال: يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ {النساء:11}.
قال السعدي رحمه الله: أي: أولادكم ـ يا معشر الوالدين عندكم ودائع قد وصاكم الله عليهم لتقوموا بمصالحهم الدينية والدنيوية، فتعلموهم وتؤدبوهم وتكفوهم عن المفاسد، وتأمروهم بطاعة الله وملازمة التقوى على الدوام كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ {التحريم:6}، فالأولاد عند والديهم موصى بهم، فإما أن يقوموا بتلك الوصية، وإما إن يضيعوها فيستحقوا بذلك الوعيد والعقاب. انتهى.
وحصر مسؤولية الأب في الإنفاق فقط كلام خاطئ، فإن التربية مسؤولية مشتركة بين الزوجين كما بيناه في الفتوى رقم: 99047.
فعلى هذا الزوج أن يتقى الله ربه، وأن يعلم أن اشتغاله بتربية أولاده ودعوتهم إلى الله وإلزامهم أخلاق الإسلام أولى بدعوة غيرهم من عموم المسلمين؛ لأن هؤلاء الأولاد من رعيته التي استرعاه الله عليها، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من عبد يسترعيه الله رعيه يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة. رواه البخاري ومسلم.
أما عن جواز إنجاب المزيد وتزوج المزيد فهذا لا حرج فيه، ولكن يلزمه لزوما متحتما أن يؤدي حقوق زوجاته وحقوق أولاده المادية والتربوية وغيرها.
والله أعلم.