الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يهديك صراطه المستقيم، وأن يرزقك الهدى والتقى والعفاف والغنى، ونرجو أن لا تكون ممكن يدخل في الوعيد الوارد بالحديث الذي أشرت إليه، لأن هذا الحديث محمول عند أهل العلم على من يظهر زي الصالحين في الملأ وينتهك المحارم في الخلوة، وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 93737.
ولكن لا ينبغي أن تتساهل في الأمر، فإن مشاهدة الأفلام الإباحية وممارسة العادة السرية أمران منكران، وفيهما كثير من المضار الدينية والدنيوية على صاحبهما، وتركهما من أسباب صلاح الدارين، فالواجب عليك المبادرة إلى التوبة النصوح، أما تخشى أن تقبض روحك حال تلبسك بالمنكر فتلقى الله تعالى على خاتمة سيئة، ولا يمنعنك معاودة الذنب من معاودة التوبة، فإن الله تعالى رحمته واسعة، ومغفرته لا يعظم معها ذنب، وانظر لذلك الفتوى رقم: 61553.
وأمر الاستقامة والثبات على التوبة سهل، فما عليك إلا أن تكون ذا عزيمة قوية وصدق مع الله، فإنه سبحانه يصدق من يصدقه ويسهل له الخير، قال تعالى: فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَّهُمْ .{محمد:21}، وقال سبحانه: فَأَمَّا مَن أَعْطَى وَاتَّقَى* وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى* فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى. {الليل:5-7}، وقد سبق أن بينا بعض الأشياء التي تعين على ترك العادة السرية، وتبين كيفية النجاة من حبائل الشيطان فراجع في ذلك الفتوى رقم: 12928، والفتوى رقم: 7170.
ونضيف هنا أمراً فنقول احذر الخلوة قدر الإمكان، واستشعر مراقبة الله إذا خلوت، وتذكر أن معك الكرام الكاتبين، قال تعالى: وَإِنَّ عَلَيْكُمْ لَحَافِظِينَ* كِرَامًا كَاتِبِينَ* يَعْلَمُونَ مَا تَفْعَلُونَ. {الإنفطار:9-12}، وقد صدق من قال:
إذا خلوت الدهر يوما فلا تقل خلوت ولكن قل علي رقيب
ولا تحسبن الله يغفل طرفة ولا أن ما تخفي عليه يغيب.
والله أعلم.