الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فبداية ننبه السائل على أن صواب العبارة: (ما أسكر كثيره فقليله حرام) وبذلك ورد الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، كما في السنن ومسند أحمد من حديث سعد بن أبي وقاص وحديث جابر بن عبد الله وحديث أنس بن مالك وحديث عبد الله بن عمرو، وأما العكس وهو الذي ذكره السائل (ما أسكر قليله فكثيره حرام) فلا يحتاج إلى تنبيه ثم إنه لا يتأتي على ذلك سؤاله عن الاستمناء!!.
وأما بخصوص السؤال فجوابه: أن كان المحرمات تشترك في أصل المنع والحظر الشرعي، وإن تفاوتت بعد ذلك في الرتبة وعظم الجرم وفظاعة الإثم، فمنها الصغائر ومنها الكبائر، ومنها الموبقات، ولا يخفى أن تكرار الذنب ذنب آخر، فلا يستوي من اقترف الذنب مرة مع من اقترفه مرات، فضلاً عن الإكثار منه أو الإصرار عليه.
وعلى ذلك فمن فعل الاستمناء مرة في حياته، فعليه إثمها إلا أن يتوب، ولا يستوي إثمه مع من فعل ذلك أكثر من مرة، فقد قال تعالى: وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِّمَّا عَمِلُواْ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ. {الأنعام:132}.
قال السعدي: (ولكل) منهم (درجات مما عملوا) بحسب أعمالهم، لا يجعل قليل الشر منهم ككثيره، ولا التابع كالمتبوع، ولا المرؤوس كالرئيس، كما أن أهل الثواب والجنة وإن اشتركوا في الربح والفلاح ودخول الجنة فإن بينهم من الفرق ما لا يعلمه إلا الله، مع أنهم كلهم قد رضوا بما آتاهم مولاهم وقنعوا بما حباهم. انتهى.
والله أعلم.