الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما دام دخول المسابقة والاشتراك فيها يستلزم دفع رسوم وبدل اشتراك: فهي قمار لا تجوز المشاركة فيه لأن المشارك دائر بين غنم الجائزة وغرم ما اشترك به، وهي حيلة تلجأ إليها كثير من قنوات الاتصال ووسائل الإعلام وغيرها، لأكل أموال الناس بالباطل، إذ أنها تجمع من تلك الرسوم أموالا طائلة ثم توزع بعض ما تجمعه من مجموع المشتركين على بعضهم وتأخذ الباقي لنفسها، وقد بينا أن المسابقات التلفزيونية والإذاعية وغيرها ينظر إليها من زاويتين:
الأولى: المحتوى، إذا كان محتوى المسابقة يتعلق بمسائل نافعة في دين المسلم أو دنياه، فلا مانع من الاشتراك فيها، أما إذا كان المحتوى فاسدا ـ كأسئلة ما يعرف: بالفن والفنانين وما دار في فلكهم ـ فلا يجوز للمسلم الاشتراك فيها، لما في ذلك من القول الباطل وتكثير سواد أهل الفساد وترويج سوقهم.
الثانية: على فرض أن المحتوى نافع فإنه يشترط لجواز الاشتراك وأخذ الجائزة أن تكون تكلفة الاتصال هي التكلفة العادية ـ سواء كان الاتصال بالتلفزيون مباشرة، أو بشركة الاتصال الراعية لذلك، وأن لا يكون له رسوم اشتراك، وذلك ما ينتفي في المسابقة المذكورة، فلا يجوز الاشتراك فيها، وراجع للمزيد الفتوى رقم: 32493.
والله أعلم.