الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يعافيك، ثم اعلم ـ أخي الكريم ـ أن الله تعالى برحمته قد يبتلي العبد ليكفر عنه سيئاته من جهة، ومن جهة أخرى ليتذكر ربه ويستعد للقائه ويتفكر في حال نفسه، فيقيم عوجه ويصلح من شأنه ويستقيم على أمر ربه، قال تعالى: ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ {الروم: 41}.
قال ابن كثير: أي: يبتليهم بنقص الأموال والأنفس والثمرات، اختبارا منه، ومجازاة على صنيعهم.لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ. أي: عن المعاصي، كما قال تعالى: وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ {الأعراف: 168}. اهـ.
وقال سبحانه: وَأَخَذْنَاهُمْ بِالْعَذَابِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ{الزخرف: 48}.
وقال عز وجل: وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِنَ الْعَذَابِ الْأَدْنَى دُونَ الْعَذَابِ الْأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ{السجدة: 21}.
قال السعدي: أخبر تعالى أنه يذيقهم ذلك لعلهم يرجعون إليه ويتوبون من ذنوبهم. اهـ.
والله أعلم.