الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبق بيان تحريم العادة السرّية وكيفية التخلص منها في الفتويين رقم:5524، ورقم: 7170.
أمّا ما يتعلق بما يحصل بينك وبين خطيبك: فاعلمي أنّ الخاطب أجنبي بالنسبة للمخطوبة ـ ما دام لم يعقد عليها ـ حكمها حكم أي فتاة أجنبية عنه، فلا يحل له الخلوة بها ولا لمسها، بل ولا الحديث معها لمجرد الاستمتاع والتشهي، وإنما ينبغي أن يكون للحاجة والمصلحة المعتبرة شرعاً في حدود الاحتشام والجدية والبعد عن كل ما يثير الفتنة، وراجعي حدود تعامل الخاطب مع خطيبته في الفتوى رقم: 15127، وما أحيل عليه فيها من فتاوى.
فالواجب عليك التزام حدود الشرع في تعاملك مع خطيبك، فلا تمكنيه من الخلوة بك، ولا لمس شيء من بدنك ولا تحادثيه لغير حاجة ـ سواء عن طريق الهاتف أو غيره ـ وإذا دعت حاجة للكلام فليكن بقدر الحاجة بجدية واحتشام.
واعلمي أن التهاون والتفريط في هذا الأمر عواقبه وخيمة وخطره عظيم، فجاهدي نفسك وخالفي هواك واصبري وصابري، والذي يعينك على ذلك أن تستعيني بالله وتعتصمي به وتظهري ضعفك بين يديه، فإنّه لا قوة للعبد على فعل طاعة أو اجتناب معصية إلا بالله، واحرصي على مصاحبة الصالحات وسماع المواعظ النافعة وشغل الفراغ بالأعمال المفيدة.
ولا تملّي من الإلحاح في الدعاء مع إحسان الظنّ بالله وكثرة الذكر في كلّ الأحيان ولا سيما الأذكار المسنونة وللفائدة راجعي الفتوى رقم: 5450.
والله أعلم.