الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلم تذكر لنا السائلة حقيقة العمل الذي وصفته بقولها: غير أخلاقي ـ حتى تتسنى لنا معرفة: هل هو من النوع الذي يحبس فاعله أم لا؟ ولكننا نقول ـ على سبيل الإجمال ـ إن كان الإخوة المشار إليهم غير مكلفين ـ أي لم يبلغوا سن الرشد ـ فلا حرج في منعهم من الخروج من البيت إلى المسجد, وأما إن كانوا بالغين، فالصلاة في المسجد واجبة عليهم في الأصل, لكن إن علم أنهم إن أطلقوا ذهبوا وارتكبوا ما حرم الله ـ كشرب خمر أو زنا أو إيذاء الناس ونحو ذلك ـ فلا حرج في حبسهم ومنعهم من الخروج، بل قد يتعين منعهم من باب النهي عن المنكر, وقد دلت السنة ـ أيضا ـ على منع آكل الثوم والبصل من دخول المسجد، لما يسببه من أذى للمسلمين فكذا يمنع من كان في خروجه إلى المسجد أذية للمسلمين ولم يمكن كف أذاه عنهم إلا بمنعه من الخروج من البيت، وقد حبس سعد بن أبي وقاص أبا محجن الثقفي وقيده ومنعه من القتال يوم القادسية، لكثرة شربه الخمر مع أنه كان يراهم وهم يقاتلون العدو وكان المسلمون في حاجة إلى شجاعته وقتاله، قال ابن القيم ـ رحمه الله تعالى: فلما التقى الناس قال أبو محجن:
وقال الحافظ ابن حجر في الإصابة: وأخرج عبد الرزاق بسند صحيح عن ابن سيرين: كان أبو محجن الثقفي لا يزال يجلد في الخمر، فلما أكثر عليهم سجنوه وأوثقوه، فلما كان يوم القادسية رآهم يقتتلون، فذكر القصة.هـ .
والله أعلم.