الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد بين العلماء صفة مني المرأة بيانا يتميز به عن غيره، وذكروا أن له صفتين يعرف بإحداهما، فإحداهما: رائحته المشابهة لرائحة مني الرجل، ورائحة مني الرجل كرائحة طلع النخل، والثانية: خروجه بشهوة، أي حصول التلذذ بخروجه، وما يعقب خروجه من الفتور في البدن.
قال النووي رحمه الله: وأما منى المرأة فهو أصفر رقيق، وقد يبيض لفضل قوتها، وله خاصيتان يعرف بواحدة منهما؛ إحداهما: أن رائحته كرائحة منى الرجل، والثانية: التلذذ بخروجه وفتور شهوتها عقب خروجه. قالوا ويجب الغسل بخروج المنى بأي صفة وحال كان. انتهى.
وليس يلزم اجتماع هذه الصفات فيه حتى يحكم بكونه منيا، بل متى وجدت إحداها حكم بكونه منيا.
قال النووي رحمه الله عقب ذكر صفات مني الرجل: وكل واحدة من هذه الثلاث كافية في إثبات كونه منيا، ولا يشترط اجتماعها فيه، وإذا لم يوجد شيء منها لم يحكم بكونه منيا، وغلب على الظن كونه ليس منيا.
وراجعي للفائدة في معرفة الفرق بين مني المرأة ومذيها الفتوى رقم: 45075.
وبه يتبين لك بوضوح متى يمكن الحكم على هذا الخارج بكونه منيا أو مذيا، وإذا شككت في الخارج منك هل هو مني أو مذي؟ فقد قال بعض العلماء يلزمك حكم كليهما.
وقال بعضهم بل تتخيرين بينهما، فتجعلين له حكم أحدهما وهو الراجح عند الشافعية، وقد ملنا إلى ترجيحه في الفتوى رقم: 64005، وانظري للفائدة والاطلاع على كلام العلماء الفتوى رقم: 118810.
وأما كون مني المرأة أصفر فهو بين لا يحتاج إلى بيان، وقد سبق في كلام النووي أنه قد يبيض لفضل قوة.
والله أعلم.