الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فاتخاذ القدوة من أهل الصلاح عموما مشروع في الجملة، سواء من الرجال أو النساء.
ولقد قص الله علينا من قصص النساء ما فيه عبرة للرجال والنساء على السواء، كقصص مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون وبلقيس، وكذلك ورد في كتب السنة والتراجم من مناقب أمهات المؤمنين وغيرهن من الصحابيات الجليلات ومن بعدهن، ما فيه عبرة لعموم المسلمين، ولا نعلم دليلا على التفرقة بين الرجال والنساء في ذلك، إذ المقصود هو الاسترشاد بسير هؤلاء في فعل الخير ومعرفة سبله وطرائقه.
وعلى ذلك فيشرع للرجل أن يتأسى بالمرأة الصالحة، وبالعكس، ونعني بالتأسي اقتداء كل منهما بالآخر فيما يعرفه عنه من أعمال طيبة وأخلاق فاضلة، ويراعى كون ذلك فيما يسوغ التأسي فيه، فيستثنى منه ما يختص به أحدهما عن الآخر من أحكام، فلا يشرع التأسي في ذلك، كاختصاص المرأة عن الرجل بأفضلية أداء الصلاة المكتوبة في بيتها، وتركها لاتباع الجنائز وغير ذلك.
كما يشترط ألا يستلزم ذلك فتح باب للفتنة، كاختلاط الرجل بالمرأة الأجنبية، والنظر المحرم، وغير ذلك.
والله أعلم.