الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالديوث هو الرجل الذي لا غيرة له على أهله ومحارمه ولو وجد منهم ما يقتضي الغيرة.
ففي الموسوعة الفقهية: عرفت الدياثة بألفاظ متقاربة يجمعها معنى واحد لا تخرج عن المعنى اللغوي وهو عدم الغيرة على الأهل والمحارم. انتهى.
أما بخصوص النقاب فقد اختلف أهل العلم في وجوبه أو استحبابه ونحن نرجح القول بالوجوب ونفتي به الناس وقد سبق أن بينا المذاهب في ذلك ودليل كل مذهب في الفتوى رقم: 4470.
من هنا يتبين أن من يلزم زوجته بالحجاب الشرعي بمواصفاته المذكورة في الفتاوى رقم: 6745، 9428، 13914. دون ستر الوجه فإنه لا يكون ديوثا لأن القول بجواز كشف الوجه والكفين قول معتبر قال به أئمة من أهل العلم وإن كان أكثر أهل العلم على وجوب ستر الوجه في أزمنة الفتنة وانتشار الفساد.
وأما عن الشق الثاني في السؤال فما دامت المرأة محافظة على الحجاب الشرعي ملتزمة بالآداب الشرعية في عملها من غض البصر، وعدم الخلوة بالرجال، واختصاصها بمكان مستقل بحيث لا تختلط بهم ولا تنبسط في معاملتهم وإنما تقتصر في ذلك على ما تدعو إليه ضرورة العمل فهذا لا حرج فيه إن شاء الله خصوصا وأن زوجها موجود معها كما هو مذكور في السؤال.
وقد بينا حكم الاختلاط ومتى يجوز وشروط الجواز وضوابطه وغير ذلك مما يتعلق به وذلك في الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 3539، 35079، 48092، 4030، 9855، 8975
والله أعلم.