الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنا نهنئك على ما أعطاك الله من الحفاظ على الصلوات والحرص على حضور القلب فيها، ونوصيك بعدم اليأس من النجاح في مهمتك، فبمواصلة مجاهدتك نفسك في إحضار قلبك وبتدبرك لمعاني القرآن ومعاني ما تقرأ من الأذكار والدعوات ستنال مطلوبك إن شاء الله، ونوصيك بالإكثار من سؤال الله تعالى ودعائه في أوقات الاستجابة.
واعلم أن الخشوع في الصلاة مرغب فيه كما في حديث مسلم: ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة فيحسن وضوءها وخشوعها وركوعها إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ما لم تؤت كبيرة وذلك الدهر كله.
وقد أوجب الخشوع بعض أهل العلم وهو المشهور عند المالكية ولكن المعتمد عندهم أن الصلاة لا تبطل بعدم الخشوع.
وذهب الجمهور من الفقهاء إلى عدم وجوبه والقولان متفقان على صحة الصلاة.
وأما القرآن فإن العبد يؤجر على تلاوته ولو لم يتدبره فلو قرأه أعجمي لا يفهم شيئا منه لنال أجر التلاوة الذي علقه النبي صلى الله عليه وسلم بالقراءة ولم يعلقه بالتدبر، وراجع الفتوى رقم: 119545
ولكن يتعين مجاهدة النفس في التدبر لحض الشرع عليه في القرآن كما في قوله تعالى: كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ. {ص:29}. وقوله: أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا. {محمد:24}.
والله أعلم.