الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد روى أبو يعلى وأحمد وأبو عوانة وابن حبان عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خير الذكر الخفي" وصححه ابن حبان، لكن ضعفه ابن معين كما في مجمع الزوائد10/81 قال النووي: ليس بثابت، وذكره العجلوني في كشف الخفاء: 1/471 وعلى فرض صحته فالمراد به الذكر الذي لا يطلع عليه إلا الله، وليس المراد الذكر القلبي، كما قال تعالى عن زكريا عليه السلام: (إذ نادى ربه نداء خفياً) [مريم:3]وقوله تعالى: (ادعوا ربكم تضرعاً وخفية)[الأعراف:55] هذا قول أكثر شراح الحديث وأكثر المفسرين، وذهب بعض أهل العلم إلى المراد به الذكر القلبي، وقال الدهلوي في شرح سنن ابن ماجه 1/26 في شرح حديث: كان يذكر الله على كل أحواله. قال: لا يتصور هذا الذكر إلا بالقلب.. وفي الحديث: "خير الذكر الخفي.." وجاء عن النبي صلى الله عليه وسلم أيضاً: "لفضل الذكر الخفي الذي لا يسمعه الحفظة سبعون ضعفاً، فيقول: إذا كان يوم القيامة وجمع الله الخلائق لحسابهم، وجاءت الحفظة بما حفظوا وكتبوا، قال الله لهم: انظروا هل بقي له من شيء؟ فيقولون: ما تركنا شيئاً مما علمناه وحفظناه، إلا وقد أحصيناه وكتبناه، فيقول الله:
إن لك عندي خبيئاً لا تعلمه، وأنا أجزيك به وهو الذكر الخفي" ذكره السيوطي في البدور السافرة عن أبي يعلى الموصلي عن عائشة رضي الله عنها، كما ذكره علي القارئ. انتهى. والحديث الذي ذكره ضعيف، قال الهيثمي في مجمع الزوائد 10/81 فيه معاوية بن يحيى الصدفي.
وهو ضعيف. ا.هـ
والخلاصة أن الذكر بالقلب أمر طيب يثاب الإنسان عليه، إلا أن الأفضل منه الذكر بالقلب مع اللسان، لأن الذاكر هنا يعمل آلتين في الذكر، وليست آلة واحدة.
والله أعلم.