الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد جاء في شأن الدجال أنه: أعور العين اليمنى.
وجاء في رواية أخرى: أعور العين اليسرى.
وقد ذكرهما مسلم.
وكلاهما صحيح، كما قال النووي في شرح مسلم.
وقال عياض في مشارق الانوار: قوله في الدجال: أعور العين اليمنى.
وفي حديث آخر: أعور العين اليسرى.
وقد ذكر مسلم الروايتين ووجه الجمع بينهما بأن كل واحدة عوراء من وجه إذا أصل العور العيب لا سيما ما اختص بالعين فإحداهما عوراء حقيقة ذاهبة وهي التي قال فيها ممسوح العين، والأخرى معيبة، وهي التي قال فيها عليها ظفرة وكأنها كوكب وعنبة طافية. هـ.
وقال ابن حجر في الفتح: قوله في حديث الباب: أعور العين اليمنى.
وقد اتفقا عليه من حديث ابن عمر.
فيكون أرجح وإلى ذلك أشار ابن عبد البر، لكن جمع بينهما القاضي عياض فقال: تصحح الروايتان معا بأن تكون المطموسة والممسوحة هي العوراء الطافئة بالهمز أي التي ذهب ضوؤها وهي العين اليمنى ـ كما في حديث ابن عمر ـ وتكون الجاحظة التي كأنها كوكب وكأنها نخاعة في حائط هي الطافية بلا همز وهي العين اليسرى ـ كما جاء في الرواية الأخرى ـ وعلى هذا، فهو أعور العين اليمنى واليسرى معا، فكل واحدة منهما عوراء أي معيبة، فإن الأعور من كل شيء المعيب، وكلا عيني الدجال معيبة، فإحداهما معيبة بذهاب ضوئها حتى ذهب إدراكها، والأخرى بنتوئها. انتهى.
قال النووي هو في نهاية الحسن.هـ.