الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالنحر لا علاقة له بالتحلل, والتحلل الأول يقع بفعل اثنين من ثلاث, الرمي والحلق – أو التقصير – والطواف، فمن فعل اثنين من هذه الثلاث فقد تحلل التحلل الأول ولو لم ينحر.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: هل يتوقف الحل على ذبح الهدي أو لا يتوقف؟ بمعنى لو رمى الإنسان وحلق قبل أن ينحر هل يحل أو نقول لا تحل حتى تنحر؟ يحل ولا علاقة للذبح بالتحلل، بمعنى أنك تحل وإن لم تذبح الهدي، وبهذا يزول الإشكال الذي يشكل على بعض الحجاج الذين يعطون دراهمهم شركة الراجحي أو غيرها للهدي، فيقول مثلاً: هل أحل وأنا لا أدري هل ذبحوا الهدي أم لا؟ نقول: ليس لك شأن في هذا؛ سواء ذبحوها أم لم يذبحوها؛ لأن النحر لا علاقة له بالتحلل .. اهـ .
والحلق قبل النحر جائز لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سأله رجل فقال: ... لَمْ أَشْعُرْ فَحَلَقْتُ قَبْلَ أَنْ أَنْحَرَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْحَرْ وَلَا حَرَجَ ... متفق عليه .
وأما قوله تعالى: وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ. {البقرة:196}. فهذه الآية نزلت في المحصر, والمحل هو مكان الإحصار, وعلى القول بأنها في المحصر وغيره فإن المقصود بقوله تعالى ( محله ) أي زمن حله وهو يوم النحر.
والحاصل أنه إذا كان الأخ السائل قد فعل اثنين من الثلاث المذكورة آنفا فقد تحلل ولو لم ينحر وحجه صحيح ونسأل الله أن يتقبل منا ومنه صالح الأعمال.
والله أعلم.