الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن من أهم ما ينبغي أن يكون محل اهتمام المسلمين تربية أبنائهم على الإسلام، وتنشئتهم على عقيدته وأخلاقه وغرس القيم النبيلة فيهم، وتعليمهم حب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم، وتدريسهم سير وأخلاق سلفهم الصالح ـ من الصحابة والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين ـ وهذا من أولى أولويات الوالدين في مسؤوليتهم عن أولادهم، روى البخاري ومسلم عن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: كلكم راع ومسؤول عن رعيته: فالإمام راع وهو مسؤول عن رعيته، والرجل في أهله راع وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة في بيت زوجها راعية وهي مسؤولة عن رعيتها.
إذاً فما تريدين القيام به من دعوة أخيك إلى الدين وتعليمه ما يحتاج إليه من ذلك هو ـ في الأصل ـ من مهمة الأم، فينبغي أن يكون منها الشكر لك وتشجيعك على القيام بهذه المهمة، واعتراضها عليك إن كان اعتراضاً في أساس أمر تعليمه الدين، فهذا اعتراض في غير محله، وأما إن كان في الأسلوب أو ترتيب الأولويات فلا شك أن هذا أمر ينبغي أن تراعيه، وعلى كل فإن الذي نرشدك إليه هو أن تعلمي أخاك ولا تسخطي أمك، نعني أن تعلميه من غير علمها بأن تستغلي أوقات شغلها أو عدم وجودها في البيت ونحو ذلك، ويمكنك أن تستخدمي من الوسائل ما تستطيعين به تعليم أهلك جميعاً، كتشغيل شيء من المحاضرات المسموعة أو المرئية بحضرتهم. وللمزيد من الفائدة نرجو مطالعة الفتويين التاليتين: 21752، 23500.
والله أعلم.