الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإنه لا تعارض بين الفتويين، لأن التكليف الشرعي لا بد أن يتوفر لصاحبه العقل والإرادة، فإذا فقد العقل لم يكلف، وإذا كان مكرها لم يكلف، فمن كان غير مدرك لم يكلف لفقده العقل، ومن كان لا يستطيع التحكم في نفسه وهو مدرك لما يقع منه ليس عليه شيء لأنه مكره ففي الحديث: إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه. رواه ابن ماجه وصححه الألباني.
وبهذا تعلم أيضا أن من ذكرت في السؤال الثاني لا تكليف عليه.
واعلم أن من سأل عالما يثق بدينه وعلمه وأفتاه في أمر ما لا يجب عليه أن يسأل غيره، ويسعه تقليد الأول والعمل بفتواه.
وأما المذهول في اللغة العربية فمعناه الشيء المتروك، أو المنسي كذا قال صاحب اللسان.واسم الفاعل منه ذاهل ولا نعلم تعريفا علميا للذاهل ولا للمذهول، وأما المؤاخذة في الذهول الواقع بسبب السحر فالحكم فيها أن ما يقع منه بإكراه أو عن عدم إدراك لا يؤاخذ به.
وحكمه حكم الناسي والناسي غير مكلف، لما في الحديث السابق: إن الله تجاوز عن أمتي الخطأ والنسيان....
وما فعله مدركا مختارا فهو مؤاخذ به.
والله أعلم.