الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد قدمنا في الفتوى رقم: 6703 . أنه لا بأس أن يدعو المرء برد القضاء، فقد ثبت عند الترمذي والحاكم عن سلمان أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر. وحسنه الألباني في صحيح الجامع.
وعن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، فعليكم عباد الله بالدعاء. رواه الحاكم، وحسنه الألباني.
وقال ابن عباس: لا ينفع الحذر من القدر ، ولكن الله يمحو بالدعاء ما شاء من القدر . وقال أيضا : الدعاء يدفع القدر. وكان عمر رضي الله عنه يطوف بالبيت وهو يبكي ويقول : اللهم إن كنت كتبتني في أهل السعادة فأثبتني فيها ، وإن كنت كتبتني في أهل الشقاوة والذنب فامحني ، وأثبتني في أهل السعادة والمغفرة ، فإنك تمحو ما تشاء وتثبت وعندك أم الكتاب.
ثم إنه لا مانع من الدعاء بغير المأثور إذا لم يكن فيه محظور شرعي، كالاعتداء أو الدعاء بالإثم أو قطع الرحم، ويدل لهذا عموم حديث مسلم: يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطعية رحم.
كما يدل له تلبية الصحابة بألفاظ غير تلبية النبي صلى الله عليه وسلم، فكان منهم من يقول لبيك ذا المعارج. ولم ينكر عليهم النبي صلى الله عليه وسلم، ولكن الدعاء بالمأثور أفضل.
ولا مانع أن يقول المسلم بعد الدعاء: استعنا بالله أو توكلنا على الله ولكن يستحب أن يختم بالدعاء والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم لما في الحديث : كل دعاء محجوب حتى يصلى على محمد صلى الله عليه وسلم. رواه الطبراني والبيهقي وصححه الألباني.
وأما التوكل على الله تعالى فمعناه الاعتماد على الله وتفويض الأمر إلى إليه.
قال ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث والأثر: وكلت أمري إلى فلان أي : ألجأته إليه واعتمدت فيه عليه. اهـ.
وراجع الفتوى رقم: 53357 في التواكل ومعناه.
وراجع في الفشل وسببه الفتويين: 69893، 47921.
والله أعلم.