الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما دام عملك الحالي مباحا، فتركك له قبل أن تجد عملا بديلا ليس من اليقين ولا من التوكل الذي أمرنا به وإنما هو تسرع وتفريط، وربما كان فيه إضاعة لك ولأهل بيتك، وقد قال عليه الصلاة والسلام: كفى بالمرء إثما أن يضيع من يقوت. رواه أبو داود وأحمد، وحسنه الألباني.
والتوكل على الله واليقين به لا يعني ترك التدبير وأخذ الحيطة والحذر، بل قد أمرنا الله بذلك، فقال: وَخُذُواْ حِذْرَكُمْ {النساء:102}.
فعليك أن تستمر في عملك طالما لم تجد عملا غيره، واحرص على إتقانه، واستعن بالله ولا تعجز، وتذكر قوله عليه الصلاة والسلام: إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه. رواه أبو يعلى والبيهقي في الشعب، وحسنه الألباني في صحيح الجامع.
ونسأل الله سبحانه أن ييسر لك العمل الذي تحبه وأن يوفقك لما يحبه ويرضاه ويزيدك قربا منه.
والله أعلم.