الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فباب التوبة مفتوح مهما كثرت ذنوب العاصي ومهما تكررت. قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. {الزمر:53}. وقال في وصف المتقين: وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ. {آل عمران:13}. فليس من شرط المتقين عدم وقوعهم في الذنوب، وإنما إذا أذنبوا تذكروا فندموا فاستغفروا.
وإن الشيطان قد سول لك أنك لا تصلح للطاعة، فدخل عليك من هذا الباب، وهون عليك الاستمناء عدة مرات، فعليك باستحضار هذه الآية حتى لا تعين الشيطان على نفسك. وإن وقعت في ذنب فأحدث توبة صادقة على الفور.
روى الترمذي وابن ماجه وأحمد عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون. حسنه الألباني.
وتذكر قوله عليه الصلاة والسلام: اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن. رواه أحمد والترمذي.
واستعن بالله والجأ إليه بالتضرع والدعاء بأن يعينك على التخلص من تلك العادة السيئة؛ فإنه سبحانه لا حول ولا قوة إلا به.
ونسأل الله سبحانه أن يثبتك على التوبة والطاعة. وراجع بشأن وسائل التخلص من تلك العادة الفتويين: 9195، 7170 وراجع أيضا لمزيد الفائدة الفتويين: 113243، 12067 .
والله أعلم.