الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا ضير في أن يقوم إمام المسجد أو شخص آخر في المسجد بالدعوة إلى جمع تبرعات لمصلحة مسجد أو غيره من المصالح التي تهم المسلمين، ويشرع التنويه والتمجيد بالمتبرعين، ويدل لذلك طلب النبي صلى الله عليه وسلم جمع المال للمضريين الذين جاءوا حفاة عراة، فجاء رجل بصرة كادت كفه تعجز عنها ثم تتابع الناس فقال صلى الله عليه وسلم: من سن في الإسلام سنة فله أجرها وأجر من عمل بها بعده. كذا في صحيح مسلم.
ولما حض النبي صلى الله عليه وسلم على البذل في غزوة تبوك وتسابق الصحابة في الإنفاق كان من أكثرهم بذلا عثمان ـ رضي الله عنه ـ فنوه النبي صلى الله عليه وسلم بعثمان وقال فيه: ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم.
كما في الحديث عن عبد الرحمن بن سمرة قال: جاء عثمان إلى النبي صلى الله عليه وسلم بألف دينار في كمه حين جهز جيش العسرة فنثرها في حجره، قال عبد الرحمن: فرأيت النبي صلى الله عليه وسلم يقلبها في حجره ويقول: ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم. رواه الترمذي وابن أبي عاصم، وحسنه الألباني.
وراجع الفتويين رقم: 76412، ورقم: 28802.
والله أعلم.