الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن إخلاص العمل لله تعالى: يكون بقصده وحده لا شريك له لا يريد به صاحبه جزاء من أحد ولا شكرا عليه ولا يدخله رياء ولا سمعة، كما قال تعالى: قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا {الكهف:110}. وهذا شيء لا يتأتى إلا من المسلم، وانظر الفتوى: 52210 ، للمزيد من الفائدة والتفصيل والأدلة وأقوال أهل العلم.
وأما الإخلاص في العمل: فهو إتقانه وتحسينه وقد يصاحبه الإخلاص لله عز وجل وقد لا يصاحبه، كما يقع من البعض في صناعتهم المتقنة وتعاملاتهم المنضبطة فهؤلاء يتقنون أعمالهم ويبدعون فيها، ولكنهم لا يقصدون بذلك وجه الله ولا ثوابا منه عليها، هذا وقد أمرنا الله تعالى بالإحسان في كل شيء وعلى كل شيء، فقال تعالى: وَأَحْسِنُوَاْ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ {البقرة:195}.
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله عز وجل يحب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه. رواه الطبراني وغيره وصححه الألباني.
فالمطلوب من المسلم الذي يرجو لقاء ربه أن يخلص في عبادته وأن يتقن عمله الدنيوي والأخروي امتثالا لأمر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وسبق بيان ذلك بتفصيل أكثر في الفتى: 98017 .
والله أعلم.