الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: فإن من دعي إلى وليمة جاز له أن يأكل منها حسب ما شاء بدون تحديد، كما هي عادة الناس في مثل هذه المناسبات، ولذلك لا نرى مانعا شرعيا في الزيادة على طبق لمن أراد، إلا إذا كان صاحب الوليمة حدد لكل شخص طبقا، ولم يسمح له بالزيادة أو لم تطب نفسه بما زاد، وهذا بعيد. وعلى كل حال فإن التسرع في إطلاق الأحكام بدون دليل لا ينبغي، وخاصة الأحكام الشرعية من التحليل والتحريم. فقد قال الله تعالى: وَلاَ تَقُولُواْ لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلاَلٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِّتَفْتَرُواْ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللّهِ الْكَذِبَ لاَ يُفْلِحُونَ.{النحل:116}. والقول على الله بغير علم جاء في القرآن الكريم مقرونا بأكبر الكبائر وأعظم الذنوب، قال الله تعالى: قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْأِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لا تَعْلَمُونَ.{الأعراف:33}. ولذلك فإن عليك أن تبادر بالتوبة النصوح إلى الله تعالى، وتعقد العزم الجازم على ألا تعود إلى مثل هذا الأمر فيما بقي من عمرك، فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له. وللمزيد انظر الفتويين: 59623، 48907. والله أعلم.