الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فعليك أولاً بمناصحة أخيك هذا الذي يعمل في البنك الربوي، وأن تبين له خطورة الإعانة على الربا، وحسبك أن النبي صلى الله عليه وسلم: لعن آكله ومؤكله وشاهديه وكاتبه.
وأما قيامكم بالعمرة عن طريق هذا البنك، فإذا كان البنك لا يدفع شيئًا من نفقات العمرة، فإنه لا شك في جواز ذهابكم للعمرة والحال ما ذكر، وأما إذا كان البنك يقوم بدفع شيء من النفقات، فإنه يكره لكم الاستفادة مما يدفعه في عمرتكم، لكون مال البنك قد اختلط فيه الحلال بالحرام أو أنه هو الذي يتعاقد مع الجهات المنظمة للعمرة، ولمعرفة حكم قبول الهدية من ماله حرام أو مختلط، راجع الفتوى: 54598، وما أحيل عليه فيها.
واعلم أن تحري المال الحلال للحج أو العمرة من أهم أسباب القبول، وأن النفقة في هذا السبيل -وإن كثرت-، فإنها من أفضل النفقة، والله تعالى لا يضيع ثواب من أنفق في سبيله.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة: أجرك على قدر نفقتك. رواه مسلم.
والله أعلم.