قوارب النجاة لمن وقع في حبائل الشيطان والمعاصي

15-10-2009 | إسلام ويب

السؤال:
شيخي وأستاذي لن أطيل عليكم إن شاء الله
مشكلتي للأسف طويلة: لقد استشرى بقلبي مرض حاولت الصمود معه طيلة عام كامل ما ازددت فيه إلا مرضاً .
أنا شاب في التاسعة عشرة من عمري، معظم ما فات من عمري كان مثل أي إنسان غير ملتزم ولكن فيه ما رزقني الله به من حسن فطرة وتربية صالحة ولله الحمد إلى أن من الله عليّ بنعمة الالتزام منذ حوالي 4 أعوام. عشت فيه أياماً غاية الروعة -في نظري- ما بين صلاة وقيام وصيام وطلب علم شرعي إلى أن جاءني وقت دب في قلبي بوادر مرض قلبي فيه، لم أهتم كثيراً، انشغلت بنفسي وبمذاكرتي إلى أن بدأت التقليل من صحبة الأخيار إلى أن وصل بي الحال إلى شبه ميؤوس منه، من الله علي بعمرة في شعبان قبل الماضي كانت أروع أيام حياتي، ولكن وبكل أسف ما لبثت هذه الروعة أن تستمر أكثر من حوالي ثلاثة أيام الأوائل من تلك العمرة الجميلة حتى جاءني بعض من الفتور حتى وأنا في العمرة، علماً بأن هناك شيءٌ ما بدأت فعله في آخر فترة قبل العمرة ألا وهو -بكل أسف- فتنة المواقع الإباحية، رجعت من العمرة بخفي حنين ضاحكاً على نفسي بأني تغيرت وكنت متأكداً تماماً من عدم التغيير. المهم ما لبث صمودي أمام ذنوبي قبل العمرة أن يفتر إلى أن جاءت الطامة. رجعت للإباحيات في رمضان وأنا صائم!!! ولكن الغريب في الأمر أني إلى تلك الفترة العصيبة لم أكن لأستمني مع أني كنت تستثار شهوتي من تلك الإباحيات القذرة. استمر بي الحال قيام ونظر محرم إلى أن انتهى رمضان. أصبح عامي بين رمضان قبل السابق وما تلاه هو أسوأ عام مر علي في حياتي، كله منغصات، فقد كنت دائم الحزن على نفسي شارد الذهن أفكر في حالي مع ربي ولكن كل هذا وبكل أسف لا يجدي لي حلاً عملياً جذرياً أبداً ثم أنسى وأكرر. المهم وصل بي حالي وبكل أسف إلى ما لم أكن أفعله قبل التزامي إلا نادراً ألا وهو بكل أسف وحزن: الاستمناء. وبالطبع كان شيءٌ متوقع بل وطبيعي، فكنت قرابة الشهر أنظر إلى تلك المحرمات حتى وأنا صائم والشياطين مسلسلة فكيف لا أستمني وأنا غير صائم والشياطين غير مسلسلة؟! المهم كان احتقاري لنفسي يزداد يوماً عن يوم وبالتالي كنت أرى نفسي غير ملتزم بالمرة، وكان يترتب على ذلك:
1- تضييع لصلاة الجماعة بل أوقات كثيرة لصلاة معينة كلية عن أوقاتها وذلك لخروج المني من فرجي فيجب عليّ الاغتسال وما دمت كنت أرى نفسي مذنباً فكيف كنت أشحذ همتي للصلاة إذن؟
2- محاولة عمل أي ذنب كنت أتوق إلى شهوته كسماع الأغاني والمعازف، وهذا وقتها كان من أكثر ما يلح عليّ فبكل أسف كنت أقع في ذلك.
ولكن سبحان الله كان الله يمن علي بنعمة التوبة، ولكن ما لبثت في تلك الحال القصيرة إلى أن أدمنت الاستمناء للأسف. ومع كل مرة أيضاً أتوب وأندم فأرجع، والله أوقات كثيرة كنت أستمني في اليوم الواحد حوالي ثلاث مرات.
وصل بي الحال إلى رمضان والحقيقة أني لم أكن قد استعددت أصلاً له لسببين:
1- لم أكن آبه بالموقف كما ينبغي.
2- كان عندي دراسة صيفية وقتها أنهيتها قبل رمضان بحوالي أسبوع فلا وقت إذن.
دخلت رمضان وأنا بين رهبة ورغبة، رهبة من رمضان ألا أستغله، ورغبه في رمضان أن أستغله.
بالطبع يومين حماسة ثم النكسة والطامة الكبرى، استمنيت في نهار رمضان، مرة تلو مرة تلو مرة حتى وصلت في آخر الشهر أني استمنيت وبكل أسف ستة أيامٍ كاملة، وهذا ما لم يحدث معي أبداً في حياتي كلها بطولها وعرضها أن أفطر عمداً في رمضان. ولا حول ولا قوة إلا بالله.
وأنا الآن لا أعرف ماذا أفعل؟ أفيدوني أفادكم الله؟
أخيراً بالطبع لا أجد لي عذراً في الإطالة عليكم إلا خطورة الموقف وثقل ما أحمله في صدري فاعذروني.
أرجو الرد وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فنسأل الله سبحانه أن يهديك سواء السبيل ويثبت أقدامك على التوبة والإنابة ويصرف عنك كيد الشياطين.

واعلم أيها الأخ أنك قد خضت في مستنقع آسن من المعاصي والكبائر التي لا يخفى عليك شرها وقبحها، فمن ذلك تصفح هذه المواقع الشيطانية، مما فتح عليك أبواب الفتنة فقادك إلى التفريط في الصلاة والاستمناء، وهتك حرمة الشهر المعظم وسماع الأغاني والمعازف وكل ذلك حرام كما هو معلوم، وبعضه من كبائر الذنوب.

فالواجب عليك هو التوبة إلى الله سبحانه من هذه الذنوب ثم مجاهدة نفسك للثبات على طريق التوبة والعمل الصالح، ولا تستجب لداعي الكسل والفتور، وراجع الفتوى رقم: 17666. ففيها بيان لأسباب الفتور وطرق علاجه والتغلب عليه.

وراجع الفتوى رقم: 10800. فإن فيها وسائل نافعة لتقوية الإيمان. والفتوى رقم: 31768. ففيها إرشادات للمحافظة على الإيمان والثبات عليه، وراجع الأسباب المعينة على التخلص من العادة السرية في الفتوى رقم: 7170. وحكم تأخير الصلاة عن وقتها في الفتوى رقم: 18839.

وراجع حكم الاستمناء في نهار رمضان وما يترتب عليه في الفتوى رقم: 7828. وحكم الغناء في الفتوى رقم: 987.

وفي النهاية ننبهك إلى أن الوقوع في بعض المعاصي لا يسوغ ترك الصلاة ولا التفريط في حضورها في جماعة فهذا من مكايد الشيطان، ومن مكايده التي يتيقن عليك الحذر منها القنوط من رحمة الله تعالى، فإن الله يغفر الذنوب جميعا إذا تاب العبد إليه، فسارع في التوبة الصادقة وأبشر بمغفرة الله تعالى وعفوه، كما بيناه في الفتوى رقم: 25531.

وراجع حكم صلاة الجماعة في الفتويين: 1798، 5153.

والله أعلم.

www.islamweb.net