الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا بد أولاً من بيان القاعدة العامة التي يميز بها بين دم الحيض ودم الاستحاضة لتتمكني من علاج هذه المشكلة وغيرها من المشكلات مستقبلاً، فنقول إن المفتى به عندنا أن أكثر الحيض خمسة عشر يوماً، وأن الطهر في أثناء دم الحيض طهر صحيح يلزم المرأة فيه الصلاة والصوم، وأن أقل الطهر بين الحيضتين خمسة عشر يوماً، فمتى كان بين طرفي الدم أقل من خمسة عشر يوماً أو كان بين الدمين خمسة عشر يوماً فأكثر فالدم العائد حيض، ومتى كان بين طرفي الدم أكثر من خمسة عشر يوماً وكان الدم العائد لأقل من خمسة عشر يوماً، علمنا بذلك أن المرأة مستحاضة، وانظري لمعرفة المراد بزمن الحيض وضابطه الفتوى رقم: 118286، ولمعرفة حكم الدم العائد راجعي في ذلك الفتوى رقم: 100680 فانظريها للأهمية.
فإذا ضبطت هذه القواعد الآنفة الذكر أمكنك الحكم على الدم الذي ترينه وهل هو حيض أو استحاضة، وأما عن مسألتك فالدم الذي رأيته ثانياً والذي ذكرت أنه كان بتاريخ 18 يوليو هو دم استحاضة لأن بينه وبين انقطاع الدم السابق عليه أقل من خمسة عشر يوماً، وبين بداية الدم الأول ونهايته أكثر من خمسة عشر يوماً، فكان يلزمك إذ رأيته ما يلزم المستحاضة من التحفظ والوضوء لكل صلاة بعد دخول الوقت وتصلين بوضوئك ذاك الفرض وما شئت من النوافل.
وأما الدم الذي رأيته ثالثاً فهو دم حيض لأنه في زمن يمكن أن يعد فيه حيضاً، وأما الدم الذي رأيته رابعاً فهو استحاضة لما تقدم ذكره فيلزمك معه ما يلزم المستحاضة، وقد بينا أحكام الاستحاضة في فتاوى كثيرة فانظريها بالرجوع إلى العرض الموضوعي بموقعنا، وأما فيما يتعلق بنوع الحبوب التي تأخذينها ومدى تأثيرها على اضطراب الحيض عندك فيمكنك مراجعة قسم الاستشارات بموقعنا في هذا الشأن.
والله أعلم.