الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالزنا من كبائر الذنوب التي تجلب غضب الله، لكن مهما عظم ذنب العبد ثمّ تاب توبة صادقة فإن الله يقبل توبته. قال تعالى: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ. { الزمر:53}.
بل إنّ الله تعالى يحبّ التوابين ويفرح بتوبتهم ويبدل سيئاتهم حسنات.
والتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب والندم على فعله والعزم على عدم العود له، أمّا بخصوص الاقتصاص من الزاني في أهله فقد سبق أن بينّا أننا لم نقف على دليل صحيح يفيد اشتراط ذلك، وانظر الفتوى رقم : 127118
ثم إنّ التوبة النصوح تمحو أثر الذنب، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : التَّائِبُ مِنْ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ. رواه ابن ماجه ، وحسنه الألباني .
فإذا كان هذا الشخص قد تاب توبة صادقة، فلا يخش على قلبه من أثر الذنب، بل إنّ القلب يعود بعد التوبة أقرب إلى الله وأكثر حباً له وشوقاً إليه وإقبالاً على طاعته واستشعاراً لحلاوة الطاعة.
ولا يشترط لصحة التوبة استحلال زوج من زنى بها أو وليّها، وإنّما الواجب على من وقع في هذا الذنب أن يستر على نفسه ولا يخبر أحداً، وانظر الفتويين: 122218، 124029
والله أعلم.