حكم صلاة التراويح بآية واحدة بعد الفاتحة

14-9-2009 | إسلام ويب

السؤال:
هل تجوز صلاة التراويح خلف إمام يقرأ بعد الفاتحة آية واحدة من السور القصيرة؟ وكأننا نؤدي حركات رياضية لا خشوع فيها؟.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فإن الصلاة تصح إذا اجتمعت شروط صحتها واستوفت جميع الأركان والواجبات، ولم يحصل فيها ما يبطلها. وانظر شروط صحة الصلاة في الفتوى رقم: 1742، وانظر أركان الصلاة وواجباتها وسننها في الفتوى رقم: 12455.

فإذا عُلم هذا، فإن الصلاة تصح وإن اقتصر المصلي في القراءة على الفاتحة فقط، فإذا زاد آية أو بعضها فهو أفضل وأكمل، ومن استعراضك لشروط وأركان وواجبات الصلاة المتضمنة في الفتاوى المحال إليها آنفاً يتبين لك أن الخشوع في الصلاة ليس شرطاً في صحتها على ما رجحه أكثر أهل العلم، وانظر في ذلك الفتوى رقم: 4215.

ولكن ينبغي الانتباه إلى أن مجرد صحة الصلاة لا يعني قبولها وترتب الآثار المرجوة منها عليها، فقد قال الله تعالى: إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ  {العنكبوت:45}. وقال صلى الله عليه وسلم: الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنب الكبائر. رواه مسلم.

 فنهي الصلاة الشرعية صاحبها عن ارتكاب الفحشاء والمنكر، وتكفيرها للذنوب التي يقع فيها العبد بعدها إلى الصلاة الأخرى -لا يكون لمن أدى مطلق الصلاة بدون خشوع ولا حضور قلب - قال الشيخ ابن سعدي في تفسيره: ووجه كون الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر أن العبد المقيم لها المتمم لأركانها وشروطها وخشوعها يستنير قلبه ويتطهر فؤاده ويزداد إيمانه وتقوى رغبته في الخير وتقل أو تعدم رغبته في الشر فبالضرورة مداومتها والمحافظة عليها على هذا الوجه تنهى عن الفحشاء والمنكر فهذا من أعظم مقاصدها وثمراتها. اهـ

ومن هنا يتبين أهمية تحصيل الخشوع في الصلاة والحذر مما يذهبه، وإن كانت الصلاة خلف ذلك الإمام لا يتحقق فيها خشوع المصلي وحضور قلبه بسبب ما ذكرته عنه من قصر قيامه فينبغي أن ينصح أو أن يبحث عن إمام غيره.

والله أعلم.

www.islamweb.net