حديث صحيح في أحوال الآخرة وفضل التوكل

13-9-2009 | إسلام ويب

السؤال:
في يوم من الأيام قرأت حديثا مطولا عن أحوال يوم القيامة، وعن ما سيحصل لليهود والنصارى فيه إلخ، المهم أنه من ضمن أحوال يوم القيامة حال المتوكلين على الله المفوضين أمرهم إليه وأنهم ـ على حسب ما أتذكره ـ يدخلون الجنة بغير حساب، وسؤالي هو:
ما مدى صحة هذا الحديث؟ وما جزاء المتوكلين عند ربهم في الدنيا والآخرة؟.
الرجاء التفصيل.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: عرضت علي الأمم، فجعل النبي والنبيان يمرون معهم الرهط، والنبي ليس معه أحد، حتى رفع لي سواد عظيم، قلت: ما هذا أمتي هذه؟ قيل: بل هذا موسى وقومه قيل: انظر إلى الأفق، فإذا سواد يملأ الأفق، ثم قيل لي: انظرهاهنا وهاهنا في آفاق السماء، فإذا سواد قد ملأ الأفق، قيل: هذه أمتك، ويدخل الجنة من هؤلاء سبعون ألفا بغير حساب، ثم دخل ولم يبين لهم، فأفاض القوم وقالوا: نحن الذين آمنا بالله واتبعنا رسوله فنحن هم، أو أولادنا الذين ولدوا في الإسلام، فإنا ولدنا في الجاهلية، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم فخرج، فقال: هم الذين لا يسترقون ولا يتطيرون ولا يكتوون وعلى ربهم يتوكلون، فقال عكاشة بن محصن: أمنهم أنا يا رسول الله؟ قال ـ نعم ـ فقام آخر فقال أمنهم أنا؟ قال: سبقك بها عكاشة. متفق عليه.

وانظر لمزيد الفائدة الفتويين رقم: 21343، 110983.

وأما جزاء المتوكلين فأعظمه نيل محبة الله جل وعلا، والتي هي مفتاح السعادة في الدنيا والآخرة، قال سبحانه وتعالى: إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ {آل عمران:159}.

ومن ذلك تحقيق الإيمان وكماله، فلا يكمل إيمان العبد إلا بالتوكل على الله وحده، قال تعالى: وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ {المائدة:23}.

كما أن الله سبحانه وتعالى قد تعهد بكفاية من يتوكل عليه، قال تعالى: وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ {الطلاق:3}.

فمن صدق توكله على الله في حصول شيء ناله، قال عز وجل: وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ فَإِنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ {الأنفال:49}.

 أي: عزيز لا يذل من استجار به، ولا يضيع من لاذ بجنابه والتجأ إلى ذمامه وحماه، وحكيم لا يقصرعن تدبير من توكل على تدبيره. اهـ من إحياء علوم الدين.

وقال صلى الله عليه و سلم: لوأنكم تتوكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصا وتروح بطانا. رواه أحمد والترمذي وابن ماجه.

أي: تذهب أول النهار جياعا وتعود آخره شباعا.

وجاء في إحياء علوم الدين: وأعظم بمقام موسوم بمحبة الله تعالى صاحبه، ومضمون كفاية الله تعالى ملابسه، فمن الله تعالى حسبه وكافيه ومحبه ومراعيه فقد فاز الفوز العظيم، فإن المحبوب لا يعذب ولا يبعد ولا يحجب. اهـ

والله أعلم.

 

www.islamweb.net