الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فما ذكرت عن سلوك والدك معك منكرعظيم وانحراف عن الفطرة، ولا يجوز لك أن تمكنّيه من ذلك أبداًً، وعليك أن تحذري من الخلوة معه أو ملامسته أو الظهور أمامه بزينتك، لكن كل ذلك لا يسقط حقه في البر والمصاحبة بالمعروف والطاعة في غير معصية، مع نصحه بالتوبة إلى الله والدعاء له بالهداية، أمّا كراهيتك له فما دامت هذه الكراهية لما يقوم به من أفعال مشينة محرّمة، فهي كراهية مشروعة، لكن إذا تاب وأقلع عن هذه الأمور فينبغي أن تزول هذه الكراهية.
والواجب عليك التوبة من ممارسة العادة السرية والحرص على صرف الأوقات في الأمور النافعة والبعد عن الوحدة، وعدم الاسترسال مع الخواطر والأفكار، مع الاستعانة بالله وكثرة دعائه فإنه قريب مجيب، وانظري فيما يعينك على التخلص من هذه العادة الفتويين رقم : 7170 ، ورقم: 60114.
وإذا تبت إلى الله من هذه العادة توبة صادقة، فلا يضرّك ما كان منك قبل ذلك، فإنّ التوبة الصادقة تمحو ما قبلها، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: التَّائِبُ مِنْ الذَّنْبِ كَمَنْ لَا ذَنْبَ لَهُ. رواه ابن ماجه، وحسنه الالباني.
ولمعرفة الفرق بين المني الذي يوجب الغسل والمذي الذي لا يوجب الغسل وإنما يوجب الوضوء، انظري الفتويين رقم: 65593، ورقم : 45075.
والله أعلم.