الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله سبحانه أن يتوب عليك وأن يغفر لك ما كان منك من هذه الذنوب العظيمة التي انتهكت بها حرمات الله وضيعت أمانته وخنت زوجك وأذنت لهذا الفاجر أن يعبث بعرضك ويدنسه, وهذا من تلاعب الشيطان بك بسبب اتباعك لخطواته، فإنك ما كنت لتصلي لهذه الفاحشة إلا بعد تهاون كبير ومرحلة طويلة من التنازلات التي بدأت بالعمل في الأماكن المختلطة، والعمل فيها غير جائز، كما بيناه في الفتوى رقم: 522 .
ثم بالتعرف على هذا الشاب، والتعارف بين المرأة والرجال الأجانب محرم وعواقبه وخيمة, ثم بالانبساط في العلاقة معه ومقابلته حتى وقع المحظور، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
ولكن مع هذا كله فباب التوبة مفتوح ورحمة الله واسعة ومن تاب إلى الله وصدق في توبته فإنه الله يقبل منه ويغفر له ويبدل سيئاته حسنات, فعليك بالتوبة إلى الله سبحانه، ولا تتحقق التوبة إلا بقطع كل علاقة لك بهذا الإنسان الأثيم، فلا تحدثيه ولا تقابليه ولا تردي على هواتفه مهما حدث، واحذري أن يستزلك الشيطان تحت غطاء دعوة هذا الفاجر إلى التوبة ليعيدك إلى حبائله مرة أخرى, ثم عليك بالصدق في التوبة وسد الأبواب الموصلة إلى الفتن، فعليك أن تتركي العمل في الأماكن المختلطة, ثم تحتاطي في محادثة الرجال، فلا تحادثيهم إلا عند الضرورة أو الحاجة وبالضوابط الشرعية, ثم الزمي الندم على ما كان منك وأكثري من الاستغفار والأعمال الصالحة المكفرة, من صلاة وصيام وصدقة، فإن الله يكفر بها السيئات ويمحو بها الخطيئات، قال سبحانه: وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ {هود:114}.
ثم عليك بكتمان ما حدث عن جميع الناس ـ وخصوصا زوجك ـ فلا تعلمي بذلك أحدا أبدا, نسأل الله سبحانه أن يثبت أقدامك على طريق التوبة وأن يذهب عنك رجس الشيطان.
والله أعلم.