الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالمراهقة هي مقاربة الشخص للبلوغ ولما يصل إليه بعد، كما في الفتوى رقم: 39835، فإن كنت تقصد هذا المعنى، فنقول: يجب نصح هذا الصبي بالأسلوب الحسن، وتنبيه أهله إلى خطورة ذلك الأمر، فإن من شب على شيء شاب عليه، مع أهمية الأخذ في الاعتبار ما لهذه المرحلة العمرية من خصوصية في التعامل، وانظر الفتوى رقم: 67272.
أما إن كنت تقصد بكلمة المراهق، أنه في بداية فترة الشباب، فهذا إنسان بالغ مؤاخذ بما يقوله، وسب الله ودينه كفرأكبر مخرج من الملة، وإذا مات الساب دون أن يتوب من ذلك توبة صادقة، فهو خالد مخلد في جهنم لا يخرج منها أبدا، فيجب تذكيره بذلك، فإن أصر على سبه للدين فهو مرتد يعامل كغيره من المرتدين، كما في الفتوى رقم 124082.
ويجب إظهار كراهية ما هو عليه، ولا يجوز الانبساط معه ولا مجالسته حين تلفظه بسب الدين، لقوله تعالى: وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا {النساء: 140}.
اللهم إلا أن تكون مجالسته بقصد وعظه ونصحه بالتوبة مما هو عليه.
والله أعلم.