الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمن المعلوم أن الكحول المسكرة خمر, والخمر نجسة في قول جمهور أهل العلم لقول الله تعالى: يا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصَابُ وَالْأَزْلَامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ. { المائدة : 90 }.
ولا يجوز خلط الدواء بالنجاسة, ولكن إذا كانت نسبة الكحول في الدواء قليلة ولا أثر لها في طعم الدواء ولا لونه ولا ريحه فقد أفتى أهل العلم بجواز استخدام ذلك الدواء.
جاء في فتاوى اللجنة الدائمة: لا يجوز خلط الأدوية بالكحول المسكرة، لكن لو خلطت بالكحول المسكرة جاز استعمالها إذا كانت نسبة الكحول قليلة لم يظهر أثرها في لون الدواء ولا طعمه ولا ريحه، وإلا حرم استعمال ما خلط بها. اهـ .
ومثله ما جاء في فتوى مجمع الفقه الإسلامي وقد نقلناه في الفتوى رقم: 118067 .
وأما هل هناك مراقبة لمثل هذه الأدوية، فإن كنت تعني رقابة شرعية فلا علم لنا بوجود مراقبة شرعية على الأدوية، ولا يخفى أن كثيرا من بلاد المسلمين تدخلها المحرمات المتفق على تحريمها وتباع جهارا من غير نكير ولا مراقبة! فمن باب أولى أن يدخل الدواء من غير مراقبة, ونسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين , وانظر للفائدة الفتوى رقم: 45510 .
والله أعلم.