الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعـد:
فكل ما ذكرته السائلة من الأعمال إذا فعلتها، ونوت بها التقرب إلى الله تعالى، واحتساب الأجر عنده، فإنه يكتب لها صدقة ـ إن شاء الله تعالى ـ، والدليل على ذلك ما رواه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، وأحمد أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كُلُّ مَعْرُوفٍ صَدَقَةٌ. زاد أحمد، والترمذي: وَمِنْ الْمَعْرُوفِ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ، وَأَنْ تُفْرِغَ مِنْ دَلْوِكَ فِي إِنَائِهِ.
قال ابن بطال ـ رحمه الله تعالى: دَلَّ هَذَا الْحَدِيث عَلَى أَنَّ كُلّ شَيْء يَفْعَلهُ الْمَرْء، أَوْ يَقُولهُ مِنْ الْخَيْر، يُكْتَب لَهُ بِهِ صَدَقَة. اهـ. ونقل الحافظ في الفتح عن اِبْن أَبِي جَمْرَة قال: يُطْلَق اِسْم الْمَعْرُوف عَلَى مَا عُرِفَ بِأَدِلَّةِ الشَّرْع أَنَّهُ مِنْ أَعْمَال الْبِرّ، سَوَاء جَرَتْ بِهِ الْعَادَة أَمْ لَا، قَالَ: وَالْمُرَاد بِالصَّدَقَةِ الثَّوَاب، فَإِنْ قَارَنَتْهُ النِّيَّة، أُجِرَ صَاحِبه جَزْمًا، وَإِلَّا فَفِيهِ اِحْتِمَال. اهـ.
فنرجو للأخت السائلة أن يكتب الله لها الأجر بما تقدمه لأهلها من خدمة الطبخ، ونحوها، أو إماطة الأذى، أو غير ذلك من أعمال الخير.
وأما هل تنوي بداية العمل أم أثناءه أم بعده؟
فالأصل في النية أنها تكون أول العمل، لا في آخره، ولا في أثنائه، جاء في الموسوعة الفقهية: وقْتُ النِّيَّةِ: ذَهَبَ الْفُقَهَاءُ إِلَى أَنَّ وَقْتَ النِّيَّةِ هُوَ أَوَّل الْعِبَادَاتِ، أَوْ أَنَّ الأَصْل أَنَّ أَوَّل وَقْتِهَا أَوَّل الْعِبَادَاتِ. اهـ.
وعلى هذا؛ فلتنوي الأخت السائلة في أول عملها، ولو غابت عنها النية أول العمل ونسيتها، فلتنوي أثناء العمل.
والله أعلم.