الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فلا غرابة أن يندهش الإنسان ويتعجب عندما يتفكر في أحداث البرزخ ويوم القيامة، وكيف لا وهو يوم تبدل فيه الأرض غير الأرض والسموات، فمجرد التعجب والشعور بالاندهاش من ذلك لا يقدح في الإيمان به، وإنما يقدح فيه الشك، فما دمت مؤمنا مستيقنا باليوم الآخر، فلا يضرك هذا الشعور، وكذلك لا يضرك عدم قدرتك على تصور حقيقة أحداثه وكيفياتها؛ لأن ذلك من الغيب الذي استأثر الله بعلمه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: والله سبحانه وتعالى لا يعلم عباده الحقائق التي أخبر عنها من صفاته وصفات اليوم الآخر، ولا يعلمون حقائق ما أراد بخلقه وأمره من الحكمة، ولا حقائق ما صدرت عنه من المشيئة والقدرة. (مجموع الفتاوى 3 /65).
والله جل وعلا إنما تعبدنا بالإيمان باليوم الآخر، لا بتصور حقيقته وكيفيته.
والله أعلم.