الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن حق الأم عظيم، وبرّها من أوجب الواجبات، كما أنّ عقوقها من أكبر الكبائر، ولاسيما إذا كان في حال ضعفها ومرضها، قال تعالى: إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيمًا. {الإسراء: 23}.
فإذا كانت هذه المرأة تسيء إلى أمّها فهي ترتكب إثماً عظيماً، لكن ننبّه إلى أنّ اتهامها بقصد الانتقام من أمّها لا يجوز بغير بينة، والواجب إحسان الظن بالمسلمة، والتماس الأعذار لها، وينبغي عليكم نصحها في ذلك وتخويفها عاقبة العقوق.
كما أن مقاطعة أمّك لها نهائياً لا يجوز، وأمّا ترك الرد على كلامها المشتمل على اللوم والتجريح فهو جائز.
كما أن عدم كتابة اسمها في الوصية، إن كان بمعنى أنّ الأمّ توصي لأولادها دونها، فليعلم أنّه لا تجوز الوصية لوارث إلا أن يجيزها جميع الورثة، وانظري الفتوى رقم: 7275.
والله أعلم.