معنى حديث: من لا يغفر لا يغفر له

21-7-2009 | إسلام ويب

السؤال:
هل من الممكن أن تشرحوا لنا معنى الحديث الشريف: من لا يغفر لا يغفر له؟ باختصار، بارك الله فيكم، هل مثلا إذا ما سامحت من آذاني إذن لن يسامحني الله؟.

الإجابــة:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:

فالحديث المشار إليه رواه الهثيمي في زوائد المسند بلفظ: مَنْ لاَ يَرْحَمْ لاَ يُرْحَمْ، وَمَنْ لاَ يَغْفِرْ لاَ يُغْفَرْ لَهُ. وقال: هو في الصحيح خلا قوله: من لا يغفر لا يغفر له.

ورواه البخاري في الأدب المفرد بلفظ : من لا يرحم لا يرحم، ولا يغفر لمن لا يغفر، ولا يعف عمن لم يعف، ولا يوق من لا يتوقى. قال الشيخ الألباني: حسن.

وفي رواية لمسلم: من لا يرحم الناس لا يرحمه الله. وفي رواية لغيره: من لا يرحم من في الأرض لا يرحمه من في السماء. وفي رواية: ارحم من في الأرض يرحمك من في السماء. وفي لفظ : ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء.

هذه الألفاظ والروايات تفيد بمجملها أن الجزاء من جنس العمل، وأن من يغفر للناس ويتجاوز عن زلاتهم، يغفر الله له ويرحمه.

ويوضح هذا المعنى ما جاء في الصحيحين وغيرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كان رجل يداين الناس، فكان يقول لفتاه إذا أتيت معسرا فتجاوزعنه لعل الله أن يتجاوزعنا، قال: فلقي الله فتجاوز عنه.

وليس معناه- والله أعلم- أن المسلم إذا لم يتنازل عن حقه فإن الله تعالى لا يغفر له، لأن الله تعالى يقول: وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ {الشورى:40}.

ولذلك فإن من حق من ظلمه شخص أوآذاه أن يأخذ منه بحقه، ولا إثم عليه ولا حرج في ذلك، وإن كان العفو أولى وصاحبه أقرب إلى عفو الله ورحمته، كما قال تعالى: وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى {البقرة:237}.

 والله أعلم .

 

www.islamweb.net