الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فمركز الفتوى معني بالإجابة عن الأسئلة الشرعية وليس فيه ركن لتفسير الأحلام، ولهذا نعتذر عن تفسير ما رأت أختك. إلا أنه من المفيد أن تعلم أن ما يراه النائم قد قسمه النبي صلى الله عليه وسلم إلى ثلاثة أقسام، فقال صلى الله عليه وسلم : إن الرؤيا ثلاث: منها أهاويل من الشيطان ليحزن بها ابن آدم، ومنها ما يهم به الرجل في يقظته فيراه في منامه، ومنها جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة. رواه ابن ماجه، و صححه الألباني.
وقد سبق بيان ذلك والآداب المتعلقة بكل نوع في الفتوى رقم: 4473.
ثم اعلمي أختي الكريمة أن الأمر بيد الله وحده، وهو سبحانه القائل: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا. {الطلاق: 2-3} ... وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا . { الطلاق: 4}.
فعليكم بالتوكل على الله، والاستقامة على تقواه، يكفكم ما أهمكم، وييسر لكم أمركم. وعليكم بكثرة الدعاء والاستعاذة بالله من شر هذه الرؤيا، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الرُّؤْيَا مِنْ اللَّهِ، وَالْحُلْمُ مِنْ الشَّيْطَانِ، فَإِذَا حَلَمَ أَحَدُكُمْ الْحُلُمَ يَكْرَهُهُ فَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ، وَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْهُ، فَلَنْ يَضُرَّهُ. متفق عليه.
وقال أيضا صلى الله عليه وسلم: لا يغني حذر من قدر، والدعاء ينفع مما نزل ومما لم ينزل، وإن البلاء لينزل فيتلقاه الدعاء فيعتلجان إلى يوم القيامة. رواه الحاكم وصححه، حسنه الألباني.
والله أعلم.