الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإذا كان القصد هو أن أخاك كان يسرق منك دائما، وليس القصد أنك أنت سرقت منه أولا بشكل متكرر، فلا حرج عليك في مطالبته بما سرق منك، وأخذه منه دفعة واحدة أو تقسيطه عليه. ولا تلزمك مسامحته فيه سيما مع تبجحه بقصد إيذائك. لكن لو سامحته وأحسنت إليه فلك الأجر والمثوبة عند الله عز وجل لقول الله تعالى ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ {فصلت:34-35}. و لحديث المصطفى صلى الله عليه وسلم عندما جاءه رجل يشكو إليه سوء معاملة أقاربه له قال: يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعونني، وأحسن إليهم ويُسيؤون إلي، وأحلم عليهم ويجهلون عليّ فقال: لئن كنت كما قلت فإنما تسفهم المل - الرماد الحار - ولا يزال معك من الله ظهير عليهم مادمت على ذلك. رواه مسلم وأحمد وأبو داود. وفي المسند والسنن عن أبي كبشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ثلاث أقسم عليهن: ما نقص مال من صدقة، ولا ظلم عبد مظلمة صبر عليها إلا زاده الله عزا، ولا فتح عبد باب مسألة إلا فتح الله عليه باب فقر.
وللفائدة انظر الفتوى رقم: 104582.
والله أعلم.