الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالحمد لله الذي من عليك بالعافية من هذا الداء ، ونسأله تعالى أن يتم عليك نعمة العافية، ثم اعلمي أيتها الأخت الفاضلة أنك إذا طهرت من الحيض، ورأيت بعد ذلك هذه الإفرازات البيضاء، فإن هذه الإفرازات هي المعروفة عند العلماء برطوبات فرج المرأة، والراجح عندنا أنها طاهرة، وإن كانت ناقضة للوضوء، وانظري الفتوى رقم: 110928، وليس لهذه الإفرازات حكم الحيض. قال النووي رحمه الله: علامة انقطاع الحيض ووجود الطهر أن ينقطع خروج الدم وخروج الصفرة والكدرة، فإذا انقطع طهرت سواء خرجت بعده رطوبة بيضاء أم لا. انتهى.
وإذا علمت هذا فلا يجب عليك أن تتحفظي من هذه الإفرازات؛ لأن الراجح طهارتها كما بيّنّا فإن أصابت الثياب لم تنجسها، ويجب عليك أن تتوضئي لخروجها، فإن كانت تخرج بصورة مستمرة بحيث لا تجدين في أثناء وقت الصلاة وقتا يتسع لفعل الطهارة والصلاة، فحكمك حكم المعذور بالسلس ونحوه، فتتوضئين لكل صلاة بعد دخول الوقت، وتصلين بهذا الوضوء الفرض وما شئت من النوافل.
وأما عن الإفرازات الصفراء فإن الراجح عندنا أن الصفرة والكدرة في مدة العاده حيض، وبعد مدة العادة لا تعد الصفرة والكدرة حيضا، فإذا كنت ترين الصفرة في مدة العادة فهي حيض على الراجح. وأما إذا كنت ترينها بعد مدة العادة فحكمها حكم رطوبات الفرج الذي تقدم. وانظري الفتوى رقم: 117502 .
والله أعلم.