الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن أغلب هذه التفصيلات لا نعلم لها دليلا، وقد ثبت ذكر خنزب في الحديث الذي رواه مسلم عن عثمان بن أبي العاص أنه قال: قلت: يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ذاك شيطان يقال له خنزب، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه، واتفل على يسارك ثلاثاً ففعلت ذلك فأذهبه الله عني.
وورد في الولهان حديث أبي بن كعب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن للوضوء شيطانا يقال له الولهان فاتقوا وسواس الماء. رواه الترمذي وابن ماجه وقال الترمذي: هذا حديث غريب وليس إسناده بالقوي عند أهل الحديث لأنا لا نعلم أحدا أسنده غير خارجة وهو ليس بالقوي عند أصحابنا. وقد ضعفه الألباني.
وقد وردت آثار عن بعض السلف تذكر مسميات أخرى فقد قال العيني في شرح البخاري: روى مجاهد عن ابن عباس أنه قال: بلغنا أن لإبليس أولادا كثيرين واعتماده على خمسة منهم شبر والأعور ومسوط وداسم وزلنبور، وقال مقاتل: لإبليس ألف ولد ينكح نفسه ويلد ويبيض كل يوم ما أراد، ومن أولاده المذهب وخنزب وهفاف ومرة والولهان والمتقاضي وجعل كل واحد منهم على أمر ذكرته في تاريخي الكبير، ومن ذريته الأقنص وهامة بن الأقنص ويلزون وهو الموكل بالأسواق وأمه طرطية ويقال بل هي حاضنتهم، ذكره النقاش قالوا: باضت ثلاثين بيضة عشرة بالشرق وعشرة بالمغرب وعشرة في وسط الأرض وأنه خرج من كل بيض جنس من الشياطين كالعفاريت والغيلان والحيات وأسماؤهم مختلفة كلهم عدو لبني آدم، أعاذنا الله من شرهم، وله جنود يرسلهم إلى إضلال بني آدم. وقد روى ابن حبان والحاكم والطبراني من حديث أبى موسى الأشعري مرفوعا قال: إذا أصبح إبليس يبعث جنوده فيقول من أضل مسلما ألبسته التاج الحديث، وروى مسلم من حديث جابر سمعت رسول الله يقول: عرش إبليس على البحر فيبعث سراياه فيفتنون الناس فأعظمهم عنده أعظمهم فتنة. اهـ.
وقال المناوي في فيض القدير: قال مجاهد لإبليس خمسة أولاد جعل كل واحد منهم على شيء وهم: شبر والأعور وسوط وداسم وزلنبور، فشبر صاحب المصائب الذي يأمر بالثبور وشق الجيوب ولطم الخدود ودعوى الجاهلية، والأعور صاحب الزنا يأمر به ويزينه لهم، وسوط صاحب الكذب، وداسم يدخل مع الرجل على أهله يريه العيب فيهم ويغضبه عليهم، وزلنبور صاحب السوق، وشيطان الصلاة يسمى خنزب، والوضوء يسمى الولهان. اهـ.
وما ذكر عن ابن عباس ومجاهد لم نعثر على من صححه عنهما.
ثم إن العلم بمثل هذا لا نفع فيه ولا ضرر في جهله، فالواجب التحصن من الشياطين بالتعوذات والالتزام بالشرع ومجاهدته بحض الناس على التمسك بالدين والبعد عن اتباع خطوات الشياطين.
والله أعلم.