الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن القرآن العظيم فضله عظيم، والأجور التي يمنحها الله تعالى لأهله كثيرة، ولكن كثيرا مما يروى فيه من الأجور المحددة لا يخلو من ضعف.
وما ذكره السائل في البسملة لم نعثر على ما يثبت صحته.
وأما كون الفاتحة رقية فيدل له حديث أبي سعيد الخدري في صحيح البخاري، ومثله ما ذكر من كونها أفضل القرآن.
وثبت كذلك ما ذكر في سورة البقرة، وآية الكرسي، إلا وصف البيت الذي لا تقرأ فيه بالمقابر، فإن الحديث الثابت في فضلها لا يدل على هذا دلالة صريحة فنص الحديث: لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة. رواه مسلم.
والمراد بقوله: لا تجعلوا بيوتكم مقابر. هو النهي عن ترك الصلاة في البيت كما قال صاحب النهاية، ويدل له حديث المسند: صلوا في بيوتكم ولا تتخذوها قبورا. وقد صحح العراقي هذا الحديث.
وقيل: المراد النهي عن جعلها خالية من الذكر والطاعة فتكون كالمقابر. كذا قال المباركفوري في شرح سنن الترمذي.
ومثل هذا ما ذكر في كون آية الكرسي يفيق من قرئت عليه من المجانين فهذا لم نعثر على دليل يدل له.
وأما فضل سورة الأنعام فلم نعثر على شيء مما ذكر السائل فيها إلا حديثا ذكره المفسرون وهو: أنزلت على سورة الأنعام جملة واحدة يشيعها سبعون ألف ملك لهم زجل بالتسبيح والتحميد، فمن قرأ الأنعام صلى الله عليه واستغفر له أولئك السبعون ألف ملك بعدد كل آية من سورة الأنعام يوما وليلة. رواه الثعلبي.
وروى الطبراني بعضه كما قال الزيلعي، وسند الثعلبي فيه أبو عصمة وهو وضاع، وسند الطبراني فيه يوسف بن عطية الصفار وهو ضعيف.
وأما فضل سورة يوسف المذكور فقد ورد في حديث أبي الذي يذكره بعض المفسرين وهو حديث موضوع.
وأما فضل الرعد فلم نعثر عليه، ومثله ما ذكره في يس والصافات.
وأما فضل سورة القمر فقد ورد في حديث أبي الموضوع، ونرجو منك أن تطالع الفتح السماوي بتخريج أحاديث البيضاوي للمناوي، وكتاب تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في تفسير الكشاف للزيلعي، وكتاب الاسرايئليات والموضوعات في كتب التفسير.
وراجع الفتاوى التالية أرقامها: 9909، 54397، 69611، 5110، 54036.
والله أعلم.