الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالهوى هو ما يهواه الشخص ويتمناه ويحبه ويميل إليه من الخير أو الشر، وعلى ذلك فاتباع الهوى مجالاته كثيرة، فمنها اتباع الشخص ما يتمناه من الأمور المباحة، ومنها اتباع الهوى في فعل محرم أو التكاسل عن فعل واجب، ومنها اتباع الهوى في عبادة غير الله، وعدم الإيمان برسالة محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا الأخير كفر بلا شك وقد ورد في هذا المعنى الأخير آيات كثيرة في القرآن الكريم، كقوله تعالى: أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلًا {الفرقان:43}، وقوله تعالى: أُوْلَئِكَ الَّذِينَ طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَاتَّبَعُوا أَهْوَاءهُمْ {محمد:16}، وقوله تعالى: فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ {القصص:50}، وعموماً فإن الهوى لم يأت في القرآن إلا مذموماً، وراجع للفائدة في ذلك الفتوى رقم: 39475.
والله أعلم.