الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فدارسة القوانين الوضعية بصفة عامة إذا كانت بغرض صحيح فلا حرج فيها، كأن يكون الغرض إظهار فضيلة أحكام الشريعة عليها، وبيان ما في هذه القوانين من تناقض وظلم وثغرات نزه الله عنها شريعته المطهرة، أو الاستفادة منها فيما لا يخالف الشرع المطهر وغير ذلك، بشرط أن لا ينشغل المرء بتعلمها عن تعلم فروض العين، أو عن أداء ما هو واجب عليه، مع كراهته للحكم بالقوانين المخالفة للشرع وإقراره ببطلانها. كما سبق بيانه في الفتويين: 10942 ، 50312.
وبالنسبة للسائل الكريم ينبغي أن ينال حظا وافرا من العلم الشرعي خصوصا في الجوانب المتعلقة بمجال دراسته، لكي يتسنى له إصابة الحق وتمييزه وبيانه لغيره، ولكي يتجنب الزلل، وهناك بعض الدراسات المعاصرة في مجال العلاقات الدولية بين الإسلام والحضارات المعاصرة. وكذلك هناك دراسات كثيرة عن العقوبة في الإسلام والحدود الشرعية ومناسبتها وحكمتها وأثرها. وراجع للفائدة الفتاوى ذوات الأرقام التالية: 5824، 68185، 120744.
والله أعلم.