الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يعينك على ذكره وشكره وحسن عبادته.
أما مسألة الاستيقاظ لصلاة الفجر والوسائل والأسباب المعينة على ذلك، فقد سبق بيانها في الفتوى رقم: 2444. ثم ننبه الأخت السائلة على أنها إن فعلت كل ما بوسعها من أسباب الاستيقاظ لأداء الصلاة في وقتها، وحصل نوم بعد ذلك فلا إثم عليها إن شاء الله، فإن الله لا يكلف نفسا إلا وسعها، وفي الحديث: إنه ليس في النوم تفريط، إنما التفريط في اليقظة، فإذا نسي أحدكم صلاة أو نام عنها فليصلها إذا ذكرها. رواه مسلم والترمذي واللفظ له وأبو داود وابن ماجه.
فما دمت قد بذلت كل ما في وسعك فلا حرج عليك، ولكن عليك ألا تيأسي من تكرار المحاولة كل ليلة حتى يفتح الله ويمن عليك بالصلاة في وقتها. وقد سبق التنبيه على ذلك في الفتويين رقم: 26280، 28211.
وأما النذر الذي ذكرته في سجودك، فإذا كنت قد تلفظت به، ولم يكن مجرد حديث نفس، فهو من نذر اللجاج والغضب، وهو الذي يخرجه صاحبه مخرج اليمين للحث على فعل شيء أو المنع منه، غير قاصد للنذر ولا القربة، وهذا حكمه حكم اليمين، وصاحبه مخير بين الوفاء بما حلف عليه وبين أن يحنث فيلزمه كفارة يمين وهي المبينة في الفتوى رقم: 204.
أما إذا كان مجرد حديث نفس، ونيةً دون تلفظ، فإنه لا يلزمك شيء.
ثم ننبه السائلة الكريمة إلى أن الراجح من أقوال أهل العلم أن النذر وإن كان الوفاء به واجبا إلا أن إنشاءه مكروه، لما رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن النذر. وقد سبق بيان ذلك في الفتوى رقم: 16705.
وراجعي في النذر وحكمه الفتاوى التالية أرقامها: 1125، 71832، 31778.
والله أعلم.