الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان ما تتقاضاه من عملك الرسمي يفي بنفقتك ونفقة من تلزمك نفقته فلا ينبغي لك قبول ذلك العمل الثاني إذا كان سيؤثر على صحتك ويبعدك عن ربك كما ذكرت، ولاتطع أهلك فيما يضرك، وذكرهم بقوله صلى الله عليه وسلم: إن روح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب.
قال الحافظ في الفتح أخرجه ابن أبي الدنيا في القناعة، وصححه الحاكم من طريق ابن مسعود وصححه الألباني أيضا.
ويمكنك البحث عن عمل آخر غير شاق عليك توسع منه على أهلك وتدخر منه لحاجتك. وأما الأعمال الشاقة التي تؤثر على صحتك أوالتي تستغرق وقتك كله أوما فيها إخلال بالمروءة فلا ينبغي قبولها من أجل الاستكثار من الدنيا فحسب. وننصحك بمراجعة الفتوى رقم: 7768.
وأما إن كان ما تجده من عملك الرسمي لايكفي لنفقتك ونفقة من تلزمك نفقته ويمكنك أن تعمل عملا آخر في المساء فإن تحصيل قدر الكفاية واجب على المستطيع وأنت في هذا كله مثاب مأجور كما بينا في الفتوى رقم :96234، وما أحيل إليه من فتاوى خلالها.
والله أعلم.