الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله تعالى أن يفرج كربك، وأن ييسر أمرك، وأن يصلح والدك، وأن يرزقك زوجاً صالحاً تقر به عينك... وإن كان الواقع ما ذكر من أنك تنفقين مع أهلك من مالك الحلال، فيكون هذا المال قد اختلط فيه الحلال بالحرام، فمثل هذا المال لا يحرم الأكل منه ولكنه يكره، ولا يحرم عليك الأكل إلا إذا علمت أن الطعام المعين قد اشتري من عين المال الحرام، فيحرم عليك حينئذ الأكل منه.. وراجعي في ذلك الفتوى رقم: 6880.
وليس من شك في أن طيب المطعم من أسباب استجابة الدعاء، وعليه، فإذا أمكنك فصل معيشتك عن أهلك من غير ضرر يلحقك من ذلك فهو أولى، وعلى كل فإننا نوصيك بالرفق بأهلك ونصحهم بأسلوب حسن والاستعانة عليهم بالله تعالى أولاً، ثم بمن ترجين أن يكون له تأثير عليهم، ولا سيما إن كان من أهل العلم.
وأما الزواج فنرجو أن يكون هو المخرج بالنسبة لك من هذا الحال مع أهلك، ولذلك ينبغي أن تجتهدي في هذا الجانب، وأن تستعيني بمن يستطيع مساعدتك في هذا الموضوع، هذا مع العلم بأنه لا حرج على الفتاة في البحث عن الأزواج، كما أوضحنا ذلك في الفتوى رقم: 18430.
وننبه إلى أن حديث: لا يربو لحم نبت من سحت إلا كانت النار أولى به. هو حديث صحيح رواه أبو داود. وهو من أحاديث الوعيد، ولكن هذا الوعيد قد يتخلف لسبب من الأسباب كالتوبة والمغفرة أو محض رحمة الله تعالى ونحو ذلك.
والله أعلم.