الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فإن كان هذا الذي أصاب هذه الفتاة من اعتداء على عرضها قد حدث رغما عنها، ولم يكن لها أي تسبب في ذلك لا بتبرج ولا بخلوة ولا بأي نوع من أنواع التفريط، بل تم هكذا بإكراه تام فهي إن شاء الله مثابة عليه، ولها عند الله تعالى الأجر الكبير على زهوق نفسها من جراء هذا الفعل الآثم، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما يصيب المسلم من نَصَبٍ (تعب) ولا وَصَبٍ (مرض) ولا هَمّ ولا حَزَنٍ ولا أذى ولا غَمّ حتى الشوكة يُشَاكُها إلا كفَّر الله بها من خطاياه. متفق عليه.
أما إذا كان لها تسبب في ذلك بالتفريط في أوامر الله بالتبرج وإبداء الزينة أو بالاختلاط المحرم بالرجال ونحو ذلك حتى أوقع بها هؤلاء المعتدون في براثن الفاحشة فأمرها حينئذ للكبير المتعال يوم يرجع الخلق إليه فيفصل بينهم بالحق وهو خير الفاصلين.
والله أعلم.