الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فنسأل الله لزوجتك تمام العافية، ثم اعلم أن اتخاذ الآنية للبول فيها جائز عند الحاجة فعن أميمة بنت رقيقة قالت: كان للنبي صلى الله عليه وسلم قدح من عيدان تحت سريره يبول فيه بالليل. رواه أبو داود والنسائي. قال الشوكاني: والحديث يدل على جواز إعداد الآنية للبول فيها بالليل وهذا مما لا أعلم فيه خلافاً. انتهى.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: يقولون: إن النبي صلى الله عليه وسلم أوصى إلى علي، لقد دعا بالطست ليبول فيه، فانخنثت نفسه وما شعرت فإلى من أوصى. رواه النسائي وأخرجه الشيخان من حديث الأسود بن يزيد عنها بنحوه.
وأما هذا الماء المختلط بالصابون، والذي تبول فيه زوجتك فإنه يتنجس بملاقاة البول له، وإن لم يتغير لأنه دون القلتين، وما دون القلتين ينجس بملاقاة النجاسة على المفتى به عندنا، وانظر لذلك الفتوى رقم: 118195.
وإذا كنتم إنما اتخذتم هذا الإناء لتبول فيه امرأتك للحاجة فلا يمنع هذا دخول الملائكة إلى تلك الغرفة إن شاء الله، فإن النبي صلى الله عليه وسلم وهو الذي يتنزل عليه الوحي قد اتخذ الإناء ليبول فيه بالليل، ولو كان مانعاً من دخول الملائكة لما فعله النبي صلى الله عليه وسلم، وقد بادر بإخراج الكلب حين علم بوجوده، وأخبر أنه يمنع من دخول الملائكة، وكذا قولكم للأذكار عند النوم لا حرج فيه، بل هو مشروع لكما فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يذكر الله على كل أحيانه. أخرجه مسلم. وهذه النجاسات اليسيرة الموجودة في الغرفة لا أثر لها إن شاء الله في قبول الذكر منكما إذا أتيتما به.
والله أعلم.