الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فقد سبقت لنا فتاوى كثيرة بالتفصيل في حكم العيش في البلاد غير الإسلامية، وأن الأصل هو التحريم، وفصلنا الحالات التي يجوز فيها الإقامة في تلك البلاد، وكان مما ذكرناه في الفتوى رقم: 51334 .
وأما عن حكم الإقامة في بلد الشرك بغرض العمل أو الدراسة ممن كان يأمن على دينه بدار الكفر بحيث يقدر على إقامة شعائر دينه وعنده من العلم ما يدفع به الشبهات التي قد ترد عليه، ومن التقوى ما يدفع به الشهوات، من كان هذا حاله جاز له البقاء في دار الكفر، سواء للعمل أو لغيره... إلى آخر الفتوى. فراجعيها لمزيد من التفصيل مع الأرقام التالية: 2007 ، 23168 .
وأما عن الرؤيا بعد الاستخارة فيحتمل أن يكون ذلك بسبب الاستخارة، ويحتمل أن يكون بسبب الحالة النفسية التي يعيشها المستخير من التفكير في الأمر وتعلق القلب به أو انصرافه عنه، لأن من أصناف الرؤى أن يرى الشخص ما يهم به ويحدث به نفسه، ومن أصنافها الرؤيا الصالحة التي هي بشرى من الله، كما في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: الرُّؤْيَا ثَلَاثَةٌ، فَرُؤْيَا الصَّالِحَةِ بُشْرَى مِنْ اللَّهِ، وَرُؤْيَا تَحْزِينٌ مِنْ الشَّيْطَانِ، وَرُؤْيَا مِمَّا يُحَدِّثُ الْمَرْءُ نَفْسَهُ، فَإِنْ رَأَى أَحَدُكُمْ مَا يَكْرَهُ فَلْيَقُمْ فَلْيُصَلِّ وَلَا يُحَدِّثْ بِهَا النَّاسَ. رواه مسلم .
والاعتماد في شأن الاستخارة إنما هو على انشراح الصدر وتيسر الأسباب كما ذكر الإمام النووي وغيره مع مراعاة الحكم الشرعي فيما سيفعله المسلم أو سيتركه، ولم يرد في شيء من النصوص فيما نعلم ربط الاستخارة برؤيا يراها المستخير للمضي في الأمر أو التوقف.
ومقياس كون هذا السفر هو الخير لكم أم عدمه ليست الرؤى التي رأيتموها بل هو مدى استقامتكم على طاعة الله. فالمكان الذي تكونون أطوع لله فيه، وأكثر تمسكا بدينه وإقامة لشعائره مع أمن الفتنة فهو الذي فيه الخير لكم، كما فصلنا في فتاوى سابقة عن حكم الرؤيا بعد الاستخارة، كما في الفتوى رقم: 64112 ، ونسأل الله لكم التوفيق حيثما كنتم .
والله أعلم.