الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:
فالضرورة التي تبيح الربا هي أن يبلغ المكلف حدا إن لم يتناول الحرام هلك أو قارب على الهلاك، ويلحق بالضرورة أن لا يصل المكلف إلى الهلاك لكن يعيش في مشقة لا تحتمل عادة، وتنزيلا لهذا الحكم على حالة السائل نرى أنه لا رخصة له في الاقتراض بالفائدة، ويمكنه الانتقال من هذا المكان الذي يتضرر بالسكن فيه إلى غيره، وأولى له أن ينتقل من دار الكفر إلى دار الإسلام حفاظا على دينه وأولاده، وإذا كان لا يقدر على الهجرة من بلاد الكفر فليجتهد في المحافظة على شعائر دينه، وحفظ أولاده، ومن المحافظة على دينه أن لا يقدم على التعامل بالربا إلا في حالة الضرورة، وقد تقدم معناها. والسائل أدرى بحاله، وكل امرئ حسيب نفسه.
والله أعلم.